فصل: الصرف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الإسراء: الآيات 107- 109]

{قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109)}.

.الإعراب:

{قل} فعل أمر، والفاعل أنت {آمنوا} فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {آمنوا}، {أو} حرف عطف {لا} ناهية جازمة {تؤمنوا} مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل، وبه الثاني مقدّر {إنّ} حرف مشبّه بالفعل {الذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ {أوتوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ مبنيّ للمجهول.. والواو نائب الفاعل {العلم} مفعول به منصوب {من قبله} جارّ ومجرور متعلّق بـ {أوتوا}، والهاء ضمير مضاف إليه {إذا} ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب يخرّون {يتلى} مضارع مبنيّ للمجهول.. ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي القرآن {على} حرف جرّ وهم ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {يتلى}، {يخرّون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل {للأذقان} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يخرّون} بتضمينه معنى يذلّون، {سجّدا} حال منصوبة. جملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: {آمنوا به...} في محلّ نصب مقول القول. وجملة: {لا تؤمنوا...} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: {إنّ الذين أوتوا...} لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: {أوتوا العلم...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}. وجملة الشرط وفعله وجوابه في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: {يتلى...} في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: {يخرّون...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
108- الواو عاطفة- أو حاليّة- {يقولون} مثل يخرّون {سبحان} مفعول مطلق لفعل محذوف، {ربّنا} مضاف إليه مجرور.. ونا ضمير مضاف إليه {إن} مخفّفة من الثقيلة واجبة الإهمال {كان} فعل ماض ناقص- ناسخ- {وعد} اسم كان مرفوع {ربّنا} مثل الأول اللام هي الفارقة {مفعولا} خبر كان منصوب.
وجملة: {يقولون...} لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرّون.
وجملة: نسبح {سبحان...} لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: {كان وعد...} في محلّ نصب مقول القول.
109- الواو عاطفة {يخرّون للأذقان} مثل الأولى {يبكون} مثل يخرّون الواو عاطفة- أو حاليّة- {يزيدهم} مضارع مرفوع.. وهم ضمير مفعول به، والفاعل هو أي القرآن أو البكاء أو السجود.. {خشوعا} مفعول به ثان منصوب.
وجملة: {يخرّون} الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة {يخرّون} الأولى.
وجملة: {يبكون...} في محلّ نصب حال من فاعل يخرّون.
وجملة: {يزيدهم...} في محلّ نصب معطوفة على جملة يبكون.

.الصرف:

{الأذقان}، جمع ذقن، اسم جامد للعضو المعروف وزنه فعل بفتح فسكون، ووزن أذقان أفعال.
{خشوعا}، مصدر سماعيّ لفعل خشع الثلاثيّ باب فتح، وزنه فعول بضمّ الفاء.

.[سورة الإسراء: الآيات 110- 111]

{قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا (110) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111)}.

.الإعراب:

{قل ادعوا} مثل قل آمنوا، {اللّه} لفظ الجلالة مفعول به {أو} حرف عطف {ادعوا الرحمن} مثل ادعوا اللّه {أيّا} اسم شرط جازم مفعول به منصوب {ما} زائدة {تدعوا} مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل الفاء رابطة لجواب الشرط اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم {الأسماء} مبتدأ مؤخّر مرفوع {الحسنى} نعت للأسماء مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.
الواو عاطفة {لا} ناهية جازمة {تجهر} مضارع مجزوم، والفاعل أنت {بصلاتك} جارّ ومجرور متعلّق بـ {تجهر}، والكاف مضاف إليه الواو عاطفة {لا تخافت} مثل لا تجهر الباء حرف جرّ وها ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {تخافت}، الواو عاطفة {ابتغ} فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل أنت {بين} ظرف منصوب متعلّق بـ {سبيلا} وهو مفعول به.
جملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ادعوا اللّه...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {ادعوا الرحمن...} في محلّ نصب معطوفة على جملة ادعوا اللّه.
وجملة: {تدعوا...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {له الأسماء...} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {لا تجهر...} لا محلّ لها معطوفة على جملة قل.
وجملة: {لا تخافت...} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تجهر.
وجملة: {ابتغ...} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تجهر.
111- الواو عاطفة {قل} مثل الأول {الحمد} مبتدأ مرفوع {للّه} جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ {الذي} موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة {لم} حرف نفي وجزم {يتّخذ} مضارع مجزوم، والفاعل هو {ولدا} مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة {لم} مثل الأول {يكن} مضارع ناقص مجزوم {له} مثل الأول متعلّق بخبر كان {شريك} اسم كان مرفوع {في الملك} جارّ ومجرور متعلّق بـ {شريك} الواو عاطفة {لم يكن له وليّ} مثل لم يكن له شريك {من الذلّ} جارّ ومجرور متعلّق بـ {وليّ}، ومن سببيّة أي من أجل الذلّ الواو عاطفة {كبّره} فعل أمر.. والهاء ضمير مفعول به والفاعل أنت {تكبيرا} مفعول مطلق منصوب.
وجملة: {قل...} لا محلّ لها معطوفة على جملة قل ادعوا... وجملة: {الحمد للّه...} في محلّ نصب مقول القول. وجملة: {لم يتّخذ...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}. وجملة: {لم يكن له شريك...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: {لم يكن له وليّ...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: {كبّره...} لا محلّ لها معطوفة على جملة قل..

.الصرف:

{ابتغ}، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، وزنه افتع. {تكبيرا}، مصدر قياسيّ لفعل كبّر الرباعيّ، وزنه تفعيل.

.الفوائد:

1- أسماء الله الحسنى:
أجمع الفقهاء أن للّه تسعة وتسعين اسما وهي ما يلي:
هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الخليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الأحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الباطن الظاهر الوالي المتعالي البر التواب المنتقم العفو الرؤوف، مالك الملك ذو الجلال والإكرام المقسط الجامع الغني المغني المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور.
2- حيرة قريش حيال القرآن:
مما حفظ لنا التاريخ أن أبا جهل وأبا سفيان والأخنس، خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يصلي من الليل في بيته، فأخذ كل منهم مجلسا يستمع فيه دون أن يراه صاحباه، فباتوا يستمعون حتى طلع الفجر، تفرقوا فجمعهم الطريق، فتلاوموا وقال بعضهم لبعض: لا تعودا لمثلها، لو رآكم سفهاؤكم لأوقعتم في نفوسهم شيئا، ثم انصرفوا. حتى إذا كانت الليلة الثانية، عادوا لما كانوا عليه في ليلتهم البارحة. ثم انصرفوا وتلاقوا في الطريق، فقالوا مقالتهم الأولى، حتى إذا كانت الليلة الثالثة، عادوا فاستمعوا، ثم انصرفوا، فتلاقوا فتعاتبوا، ثم تعاهدوا على أن لا يعودوا لمثلها....!
فلما أصبح الأخنس، أخذ عصاه، ثم خرج حتى أتى أبا سفيان في بيته، فقال له: أخبرني يا أبا حنظلة، عن رأيك فيما سمعت، فقال: يا أبا ثعلبة، واللّه لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها، وسمعت أشياء ما عرفت معناها ولا ما يراد بها، فقال الأخنس: وأنا والذي حلفت به كذلك.
ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل، فقال له: يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد، فقال: ماذا سمعت؟ تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تحاذينا على الركب، وكنا كفرسي رهان، قالوا: منا نبيّ يأتيه الوحي من السماء، فمتى ندرك مثل هذه.. واللّه لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه انتهت بعون اللّه سورة الإسراء. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

(17) سورة الإسراء مكية وآياتها إحدى عشرة ومائة.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[سورة الإسراء: الآيات 1- 8]

{سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْدًا شَكُورًا (3) وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِبادًا لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيرًا (8)}.

.اللغة:

{سُبْحانَ}: علم جنس للتنزيه والتقديس وانتصابه بفعل مضمر متروك إظهاره تقديره أسبح اللّه سبحانه أو سبحت اللّه سبحان أي فهو مفعول مطلق ومعناه ما أبعد الذي له هذه القدرة عن جميع النقائص ولذا لا يستعمل إلا فيه تعالى.
{أَسْرى}: سرى بمعنى سار في الليل وهما لازمان ومصدر الأول الإسراء ومصدر الثاني السرى بضم السين.
{مَرَّتَيْنِ}: تثنية مرة وفي القاموس مرمرا ومرورا جاز وذهب واستمر ومره وبه جاز عليه وامترّ به وعليه كمر والمرة الفعلة الواحدة والجمع مرّ ومرار ومرر بكسرهما ومرور بالضم ولقيه ذات مرة ولا يستعمل إلا ظرفا.
{فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ}: في القاموس: الجوس بالجيم طلب الشيء باستقصاء والتردد خلال الدور والبيوت في الغارة والطوف فيها كالجوسان والاجتياس وبابه قال وخلال الديار فيه وجهان أحدهما أنه اسم مفرد بمعنى وسط والثاني أنه جمع خلل كجبل وجبال وجمل وجمال.
وقال الجوهري: الجوس مصدر جاسوا خلال الديار أي تخللوا فطلبوا ما فيها كما يجوس الرجل الأخبار أي يطلبها. وحكى الهروي في الغريبين عن الأزهري أن معنى جاسوا وطئوا. وحكي عن الأصمعي أنه يقال تركت فلانا يجوس بني فلان ويحوسهم ويدوسهم أي يضؤهم.
وقال أبو عبيد كل موضع خالطته ووطئته فقد جسته وحسته.
{الْكَرَّةَ}: الغلبة والدولة وهي في الأصل مصدر كريكر أي رجع ثم استعملت تعبيرا عن الدولة والقهر والغلبة.
{نَفِيرًا}: النفير من ينفر مع الرجل من قومه وقيل جمع نفر كالعبيد والمعيز وفيه أوجه أحدها أنه فعيل بمعنى فاعل أي نافر والثاني أنه جمع نفر نحو عبيد والثالث أنه مصدر أي أكثر خروجا إلى الأعداء وفد قدمنا أن النون والفاء إذا كاتنا فاء للكلمة وعينا لها، دلتا على الخروج والنفاذ.
{يتبروا}: التتبير: الهلاك.
{حَصِيرًا}: محبسا وسجنا. قال لبيد:
ومقامه غلب الرجال كأنهم ** جن لدى باب الحصير قيام

وقال الحسن: يعني فراشا، وعنه أيضا: وهو مأخوذ من الحصر والذي يظهر أنها حاصرة لهم أي محيطة بهم من جميع جهاتهم فحصير معناه ذات حصر إذ لو كان للمبالغة لزمته التاء لجريانه على مؤنث كما تقول: رحيمة وعليمة، ولكنه على معنى النسب كقوله: السماء منفطر به، أي ذات انفطار.

.الإعراب:

{سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ} سبحان مفعول مطلق لفعل محذوف وقد تقدم بحثه في باب اللغة والذي مضاف اليه وجملة أسرى صلة، وبعبده متعلقان بأسرى وليلا ظرف متعلق بأسرى وسيأتي في باب البلاغة سر ذكره مع أن السرى لا يكون إلا في الليل وبعبده جار ومجرور متعلقان بأسرى وليلا ظرف زمان متعلق بأسرى أيضا ومن المسجد جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال أي مبتدئا وإلى المسجد الأقصى حال أيضا أي منتهيا إلى المسجد والأقصى نعت للمسجد والذي نعت ثان وباركنا صلة وهي فعل وفاعل وحوله ظرف متعلق بباركنا. {لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} اللام للتعليل ونريه فعل مضارع منصوب بأن مضمرة والفاعل مستتر تقديره نحن والهاء مفعول به والأولى أن تجعل الجار والمجرور خبرا لمبتدأ محذوف أي وذلك لنريه ومن آياتنا جار ومجرور متعلقان بنريه ومن حرف جر للتبعيض وان واسمها وهو مبتدأ أو ضمير فصل والسميع خبر هو أو خبر إن والبصير خبر ثان وسيأتي سر هذه الالتفاتات في باب البلاغة. {وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ} الواو استئنافية أو عاطفة على جملة سبحان الذي أسرى ونا فاعل وموسى مفعول به أول والكتاب مفعول به ثان وجعلناه هدى فعل وفاعل والهاء مفعول به أول وهدى مفعول به ثان ولبني متعلقان بهدى وإسرائيل مضاف اليه. {أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا} يصح في أن أن تكون مصدرية منصوبة مع مدخولها بنزع الخافض أي بأن لا تتخذوا والجار والمجرور متعلقان بكتبنا ويجوز أن تكون مفسرة لأن الإتيان فيه معنى القول دون حروفه ولا ناهية وتتخذوا مضارع مجزوم بلا ووكيلا مفعول تتخذوا الأول ومن دوني هو المفعول الثاني لتتخذوا. {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْدًا شَكُورًا} ذرية:
اضطربت أقوال المعربين في نصبها المتفق عليه بين القراء جميعا فقيل: نصبت على الاختصاص وبه بدأ الزمخشري وقيل على النداء وقيل بدل من وكيلا وقيل مفعول ثان لتتخذوا، على أن النفس لا تطمئن لواحد منها واللّه أعلم ومن مضاف إلى ذرية وحملنا صلة ومع ظرف مكان متعلق بحملنا ونوح مضاف إليه وان واسمها وكان فعل ماض ناقص واسمها ضمير مستتر تقديره هو وعبدا خبرها وشكورا صفة ومما يرجح إعراب ذرية على الاختصاص أو النداء قول الزمخشري في إعراب جملة: {إنه كان عبدا شكورا} أنها تعليلية لاختصاصهم بأنهم أولاد المحمولين مع نوح فكأنه قيل: لا تتخذوا من دوني وكيلا ولا تشركوا بي لأن نوحا عليه السلام كان عبدا شكورا وأنتم ذرية من آمن به وحمل معه فاجعلوه أسوتكم كما جعله آباؤكم أسوتهم وهذه فطنة من الزمخشري تسترعي الانتباه وتستحق الاعجاب. {وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ} الواو عاطفة وقضينا فعل وفاعل وإلى بني إسرائيل متعلقان بقضينا وقضينا في الأصل فعل يتعدى بنفسه ولكنه تعدى هنا بإلى لتضمنه معنى أوحينا، ومعنى قضينا أعلمنا وأخبرنا أو حكمنا وأتممنا، وأصل القضاء الإحكام للشيء والفراغ منه وقيل أوحينا ويدل عليه قوله إلى بني إسرائيل ولو كان بمعنى الإعلام والاخبار لقال قضينا بني إسرائيل ولو كان بمعنى حكمنا لقال على بني إسرائيل ولو كان بمعنى أتممنا لقال لبني إسرائيل. وفي الكتاب حال والمراد به التوراة.
{لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ} اللام جواب للقسم المحذوف أو أجرى القضاء المبتوت مجرى القسم كأنه قيل: وأقسمنا لتفسدن، وتفسدن فعل مضارع معرب لأنه لم يتصل مباشرة بنون التوكيد الثقيلة وعلامة رفعه ثبوت النون المحذوفة لتوالي النونات وواو الجماعة المحذوفة لالتقاء الساكنين هي الفاعل والأصل لتفسدونن وقد تقدمت له نظائر وفي الأرض متعلقان بتفسدن ومرتين نصب على الظرفية وأعربه أبو البقاء مفعولا مطلقا على أنه صفة لمصدر محذوف أو على أنه في نفسه مصدر عمل فيه ما هو من غير جنسه وسيأتي المراد بالمرتين في باب الفوائد. {وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} الواو عطف ولتعلن عطف على لتفسدن وهي مماثلة لها في إعرابها وعلوا مفعول مطلق وكبيرا صفة. {فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِبادًا لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} الفاء عاطفة وإذا ظرف مستقبل متضمن معنى الشرط وجملة جاء مضاف إليها الظرف ووعد فاعل وأولاهما مضافة لوعد ولما كان الوعد على إطلاقه خاصا بالخير كان لابد من تقدير مضاف محذوف أي وعد عقاب أولاهما وجملة بعثنا لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم وعليكم متعلقان ببعثنا وعبادا مفعول به وأولي صفة لعبادا وهي من الأسماء الخمسة بمعنى أصحاب وبأس مضاف اليه وشديد صفة لبأس.
{فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْدًا مَفْعُولًا} الفاء عاطفة وجاسوا عطف على بعثنا وخلال ظرف مكان متعلق بجاسوا والديار مضاف اليه والواو عاطفة وكان عطف على الجوس واسمها ضمير يعود على الجوس أو الوعد بالعقاب ووعدا خبر كان ومفعولا صفة لوعدا. {ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ} ثم حرف عطف للتراخي ورددنا فعل وفاعل ولكم متعلقان برددنا والكرة مفعول به وعليهم متعلقان بالكرة أي الغلبة عليهم أو حال منها. {وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا} وأمددناكم عطف على رددنا وهو فعل وفاعل ومفعول به وبأموال جار ومجرور متعلقان بأمددناكم وبنين عطف على أموال وجعلناكم فعل وفاعل ومفعول به وأكثر مفعول به ثان ونفيرا تمييز. {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها} إن شرطية وأحسنتم فعل وفاعل وهو في محل جزم فعل الشرط و{أحسنتم} جوابه {وإن أسأتم} عطف على إن أحسنتم والفاء رابطة للجواب ولها متعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف أي فإساءتكم، وكان القياس يقتضي أن يقول فعليها ولكنه عدل إلى اللام للمشاكلة مع قوله لأنفسكم، وقيل اللام بمعنى على أي فعليها كما في قول عنترة:
فخرّ صريعا لليدين وللفم

{فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ} الفاء عاطفة وإذا ظرف مستقبل، وجاء وعد فعل وفاعل والآخرة مضاف لوعد وأراد المرة الآخرة وليسوءوا اللام للتعليل ويسيئوا مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل وهو متعلق بجواب إذا المحذوف أي بعثناهم ليسوءوا وقد دل على الجواب جواب إذا الأولى ووجوهكم مفعول به والمعنى ليجعلوا وجوهكم بادية المساءة منكسفة المعالم. {وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ} وليدخلوا عطف على ليسوءوا أي فهو متعلق بمحذوف هو بعثناهم والمسجد منصوب على السعة وكما نصب على المصدرية أي دخولا مثل دخولهم وأول مرة نصب على الظرفية. {وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيرًا} وليتبروا عطف على ليسوءوا وواو الجماعة فاعل وما مفعول به ليتبروا أي ليهلكوا كل شيء غلبوه واستولوا عليه ويجوز أن تجعل ما مصدرية ظرفية ومفعول يتبروا محذوف ولعله أولى لإفساح المجال أمام الخيال ليتصور مدى إهلاكهم الحرث والنسل مدة علوهم على البلاد ويكون الظرف متعلقا بيتبروا وتتبيرا مفعول مطلق. {عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيرًا} عسى فعل ماض من أفعال الرجاء ترفع الاسم وتنصب الخبر وربكم اسمها وأن مع مدخولها في محل نصب خبر والواو حرف عطف وإن شرطية وعدتم فعل ماض وفاعل في محل جزم فعل الشرط وعدنا فعل ماض وفاعل في محل جزم جواب الشرط وجعلنا عطف على عدنا ونا فاعل وجهنم مفعول به أول وللكافرين متعلقان بحصيرا وحصيرا مفعول به ثان هذا إذا اعتبرنا حصيرا فعيلا بمعنى فاعل وان اعتبرناه اسما جامدا أي مكان الحبس المعروف فتكون للكافرين حالا منه.